الأعمال الحرة

لاشك أن العمل هـو أساسا عبارة عن صراع من أجل البقاء وعن طريق العمل ونتاجه يمكن تلبية الرغبات التي تنشأ من خصائص الغرائز التي أودعها الله في نفس الكائن الحي فتجد العاقل من الخلائق وغير العاقل يعمل بجد ليحقق إشباع رغبته وتظهر هذه الخاصية جلية في البحث عن الطعام والخلود للنوم بوضعية تتناسب مع الحاجة الدافعة وما ذلك إلا عمل 0

        ومن هذا المنطلق نجد أن البحث عن العمل شئ طبيعي ، ولكن يختلف تقدير كل كائن لكيفية البحث وما مقدار الحاجة التي يرى فيها الكفاية لتحقيق رغباته وسد حاجاته وإشباع أو إرضاء غرائزه 0 فالله المستعان 0

     وهنا يأتي دور التربية لتوجيه هذا السلوك ووضع أطر يسير عليها الفرد ليتمكن من اختيار العمل المناسب والكيفية التي يعمل بها ليستفيد ويحقق هدفه فالوقت نفسه لا يضر غيره من أبناء جلدته في أي مجال يعمل به 0

       العمل نوعان إما عمل لدى الغير سواء كان حكومي أو شركات أو غيرهما وإما عمل حر يعني أنه يملك حق التصرف فيه وحق تسييره ليحقق به أهدافه التي  رسمها لنفسه 0

        فالعمل الأول يوجد به من يسن له النظم ويرسم خططه ويوجه وفق معيار مرسوم0

     وأما العمل الثاني فهنا يكون للضمير والأمانة والإخلاص دور في نجاحه ، وما التربية  ( التي مر بها الفرد أثناء كونه هدفا لها ) إلا عنصرا مهما في توجيه الفرد حيال العمل وخصوصا الحر منه 

                " وينشأ ناشئ الفتيان فينا  **  على ما عوده أبوه "

                " والمرء على دين خليله "

        وهناك الكثير مما  يدل على تأثير التربية في سلوك الفرد

فالمربي يجعل الضمير حي ويجعل الفرد يكن للآخرين المحبة وبالتالي يحب لهم ما يحب لنفسه ، وعندها يحصد نتيجة ذلك النجاح والمحبة من الآخرين مما يبعده عن شبح الخسارة والفشل 0

عودة